"ذات أمسية في العام 1971، كانت غابي بسترس تتجول بصحبة زوجها جون هاينز في ساحة الشهداء. كانت الساحة يومئذ عامرة بالمقاهي وصالات السينما القديمة، يرتادها أناس من شتى أرجاء البسيطة. التقيا مصادفة بفرقة من شباب موسيقيين في طريقهم إلى الهند، إذ جرت العادة في تلك الآونة أن يكون لبنان واحداً من المحطات الإلزامية في تلك الجولات. علق هذا الفريق في بيروت، إذ لم يكن بحوزتهم ما يكفي من المال لاستكمال رحلتهم. استضافتهم غابي وجون في دارهما، ولكن سرعان ما اضطرا لطلب العون من رفاقهما. وهكذا، تفرّق أعضاء الفرقة كل في دار أحد الرفاق، فدعوت عازف القيثارة، جاك، إلى داري. اصطحبنا الموسيقيون إلى واد ساحر، فيه أشجار عتيقة وصخور وجدول ماء، يعرفه كل الهيپيز ونجهله نحن اللبنانيون. بتنا أمسيات هناك، نفترش الأرض ونلتحف بالسماء. 

أمضى جاك حيناً من الزمن. يعزف قيثارته يومياً. قمت برسمه وهو يعزف في عدد وافر من الرسوم، وسعيت في أحيان للتعبير عن الموسيقى نفسها. بقيت هذه الرسومات من يومها راقدة في جوارير، إلى أن نبشتها كرستين طعمه هذه الصيفية، وقررت أن تعرضها. تعبّر تلك الرسومات عن موسيقى الپوپ وعن عهد من راحة البال وعن الستينيات وعن ليال حالمة." ـ سيمون فتّال



.ساعات الدوام