السبت،26 تشرين الأول 2019 - 6:00 مساءً - متحف سرسق

ماذا يقبع تحت أقدامنا؟ ماذا يخلّف التاريخ من آثار؟ لقد قمنا على مدار سنوات عديدة بجمع عينات تربة تكشف عن أطلال المدن المطمورة الخفيّة، والقابعة تحت المدن الراهنة. تُستخرج تلك العينات في مواقع البناء قبل أن يتم التخلّص منها، بيد أنها تكشف عن صدوع الزمان وعن رسوبات الصراعات والحروب وعن الكوارث الطبيعية وعن التعافي والبعث. لا يتبّدى التاريخ وتحولاته في هيئة طبقات وحسب، وإنما في صنائع أيضاً، فيغدو كالرق الممسوح تمتزج فيه الحقب والحضارات، يعرّي التباين والحلقات المفقودة في توثيق الزمن جيولوجياً. تغدو الأحجار علامات تؤشّر إلى الزمن السرمدي، تستحوذ على مخيلتنا فتقذف بنا بعيداً على نحو يثير الدوار: من الصورة العامة إلى الميكروسكوبية، من الخارطة إلى اللقطة المقرّبة، من الخلود إلى الانقطاع. تستقرئ هذه المحاضرة المؤداة سرديات وتمثّلات ممكنة تعكس تاريخنا الشارد وتسائل ما يُدعى بالـ"الأنثروپوسين" وبالتسارع الكبير، فترسم مخططاً لصيغة مجهولة للمستقبل.

جوانا حاجي توما وخليل جريج مخرجان وفنانان يطرحان تساؤلات حول صيرورة صوغ الصور والتمثلات وتشكيل المخيّلة وكتابة التاريخ المعاصر. يسبران أغوار المستور والمغيّب في قصص تحيط بها السرّية شأن قضيّة المفقودين إبان الحروب الأهلية في لبنان، أو مشروع فضائي منسيّ، أو العينات الجيولوجية والأركيولوجية، أو التبعات العجيبة للسخام والغش على الإنترنت. عرضت أفلامهما في العديد من المهرجانات الدولية حازت فيها جوائز عديدة، كما عُرضت أعمالهما في العديد من المتاحف والمؤسسات شأن مركز پومپيدو وجو دو پوم متحف الفن الحديث، باريس وتايت مودرن ومتحف ڤيكتوريا وألبرت والمتحف البريطاني وغاليري وايتشاپل، لندن ومتحف غوغنهايم، نيويورك ومعهد ماساشوستس للتقنيات، كامبردج ومتحف الفن المعاصر، شيكاغو وأشكال ألوان، بيروت، إلى جانب بيناليات اسطنبول وليون والشارقة وكوتشي وغوانغجو وينشوان والبندقية. نالا في العام ٢٠١٧ جائزة مارسيل دوشامب عن مشروعهما «تباين». 


تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.

الصورة باذن من الفنّانين.