الخميس،17 تشرين الأول 2019 -  5:00 مساءً - متحف سرسق

من 17 تشرين الأول 2019 - 19 كانون الثاني 2020


القيمتان: كارلا شمّاس و رايتشِل ديدمان


بمشاركة إيڤيت أشقر وفريد حدّاد وهلن الخال وعارف الريّس ودوروثي سلهب كاظمي وسلوى روضة شقير وشفيق عبّود وإيتل عدنان وسيمون فتّال و أوغيت كالان

طوال حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، كانت الفنانة والكاتبة هلن الخال (1923-2009) في قلب جيل كامل من الفنانات والفنانين اللبنانيين المدهشين. لقد تركت الخال - وهي فنانة غزيرة الإنتاج ومؤسسة «غاليري وان» وناقدة فنيّة كتبت في كل من صحيفتي «الدايلي ستار» و«المونداي مورنِنغ» - بصمة هادئة على الحدث الفني والثقافي في بيروت، وإن غفل عنها تاريخ الفن. لذا فقد اخترنا أن تكون حياة الخال ومسيرتها الفنيّة مدخلاً لاستكشاف أعمال فنانات وفنانين كانت تربطها بهن/م صلات وطيدة، على الصعيدين الفنّي والحياتي، شأن عارف الريّس وسلوى روضة شقير وشفيق عبّود وإيتل عدنان وأوغيت كالان وغيرهن/م. 

يتناول هذا المعرض ثيمات العشق والجنس والأمومة، وعلاقة الفنون البصرية بالمشهد الأدبي في بيروت ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وصالات العرض والمحترفات التي شهدت أشكالاً من التعاون العام والتواطؤ الشخصي. وفي مقاربة حميمة لتلك الحقبة المحفوفة بالروايات، يسعى معرض «عند النقطة الثابتة من العالم الدوار، ها هي الرقصة» لكشف النقاب عن صورة مليئة بمعاني الصداقة والتواصل والتلاقح والتعاطف والاختلاف، التي جمعت ما بين لفيف من أبرز فنانات/ فناني منتصف القرن العشرين في لبنان، وأقلهن/م شهرة أيضاً. 

كارلا شمّاس قيّمة ومستشارة حرّة لها باع طويل في مجال الفنون. ساهمت في تأسيس غاليري سي آر جي في العام ١٩٩١ مع ريتشارد ديز روش وغلِن ماكميلان، وهي صالة عرض تفتخر بتاريخ امتد على مدار ٢٧ عاماً، قدمت فيه أبرز الفنانين من الشرق الأوسط وحتى أميركا الجنوبية. اشتغلت في كل من صالة كريستيز، نيويورك (١٩٨٤) وغاليري ماريسا ديل ري، مونت كارلو ونيويورك (١٩٨٥-١٩٨٨) وهيرشِل وآدلِر مودرن، نيويورك (١٩٨٨-١٩٩٠). بدأت مسيرتها المهنية بدراسة تاريخ الفن والعلوم السياسية في كلية ويثون، ماساشوستس (١٩٧٨)، ثم استكملت دراستها في سوذبيز لندن حيث نالت شهادة خاصة من «دورة الفنون» ذات الشهرة العالمية. خبرة كارلا تعبر حدود الجغرافيا، باعتبارها قيّمة بيروتية الأصل، إذ تُمثّل فنانيها أبرز صالات العرض في العالم. 

رايتشِل ديدمان (م. ١٩٨٩، لندن) قيّمة وكاتبة تتنقل بين لبنان والمملكة المتحدة. أقامت معارض مؤخراً في كل من كتلز يارد، كامبردج ومتحف وايتوورث، مانشستر ومعرض بيروت للفن، لبنان ومسرح ترايسيكل، لندن و«على أبواب الجنة ٩»، القدس. شغلت على مدار خمس سنوات منصب قيّمة في المتحف الفلسطيني برام الله، حيث أقامت ثلاثة معارض ونشرت كتابين حول التاريخ السياسي للتطريز والنسيج والزي الفلسطيني. تساهم في تحرير polycephaly.net، وهي واحدة من ثلاث يشكلون معاً الجمع الفني «راديو إيرث هولد» المدعوم من قبل سرپنتاين، المعنيّ بتكليف الفنانين بأعمال إذاعية. درست تاريخ الفن في كلية سانت جونز، أوكسفورد واختيرت باحثة فون كليم للدراسات العليا بجامعة هارفرد. هي راهناً زميلة المنتدى في آرت دبي، وتشغل اعتباراً من العام ٢٠١٩ منصب قيّمة فنون الشرق الأوسط المعاصرة في متحف ڤكتوريا وألبرت، لندن. 

الفنّانات\ون:

إيڤيت أشقر (م. ١٩٢٨ ساو پاولو، البرازيل) تخرجت أشقر في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في العام ١٩٥٧، حيث درست على الرسام الإيطالي فرناندو مانيتّي والفرنسي جورج سير. انطلقت مسيرتها الفنيّة إبان فترة إقامة طويلة في باريس بمنحة من الحكومة الفرنسية، عادت بعدها إلى بيروت حيث قامت بتعليم الرسم في الأكاديمية وفي معهد الفنون الجميلة التابع للجامعة اللبنانية من العام ١٩٦٦ وحتى ١٩٨٨. شاركت أشقر في بيناليات بغداد والإسكندرية وباريس وساو پاولو، كما أقامت معارض فردية وشاركت في معارض جماعية في كل من إيطاليا ويوغسلافيا وألمانيا وفرنسا. 

فريد حداد (م. ١٩٤٥ بيروت، لبنان) رسام وفنان ميديا. تخرّج في الجامعة الأميركية في بيروت في العام ١٩٦٩، كما حاز ماجستير الفنون الجميلة في التصوير الزيتي والرسم من جامعة ويسكونسن-ميلواكي. قام بتعليم الرسم والتصوير في جامعة ويسكونسن-ميلواكي منذ منتصف وحتى أواخر حقبة السبعينيات، وهو أحد أفراد طاقم التدريس في قسم الفن وتاريخ الفن في كلية نيو إنغلاند في هانيكر، نيوهامشير منذ العام ١٩٧٩. تلقّى منحة فولبرايت في العام ١٩٧٢ كما حاز مرتين على منحة الفنان الفردي التي يقدّمها مجلس الفنون بولاية نيوهامشير (١٩٨٣ و١٩٨٤). تناول الحقل اللوني في أعماله التصويرية المبكّرة، وتحوّل في بداية الثمانينيات إلى فن يستند إلى التجريد التجريبي. أقام معارض فردية في كل من بيروت والكويت وروما ونيويورك وباريس، كما شارك في أكثر من أربعين معرضاً جماعياً منذ العام ١٩٦٨ في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية. 

هلن الخال (١٩٢٣ پنسلڤانيا، الولايات المتحدة - ٢٠٠٩ عجلتون، لبنان) فنانة وكاتبة من أصول لبنانية، بدأت في الرسم في عمر الحادية والعشرين. بدأت دراسة الفنون في العام ١٩٤٦ في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة واستكملت دراستها في رابطة طلاب الفن في نيويورك. أنشأت في العام ١٩٦٣ أول غاليري ثابت في لبنان، غاليري وان، والذي قامت بإدارته. نشرت الخال في الفترة من ١٩٦٦ وحتى ١٩٧٤ مقالات في النقد الفني في صحيفتي «ذا مونداي مورننغ» و«ذا دايلي ستار» في لبنان، واستمرت لاحقاً في الكتابة والتحرير على نحو حرّ حتى مطلع القرن الحادي والعشرين. قامت بتعليم الفن في الجامعة الأميركية في بيروت من ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٦. كلّفها معهد دراسات المرأة في العالم العربي في السبعينيات بإجراء دراسة ميدانية تتناول أعمال الفنانات اللبنانيات، كلّلتها بإصدار كتابها «الفنانات اللبنانيات» في العام ١٩٨٧. أقامت معرضها الفردي الأول في العام ١٩٦٠ في غاليري أليكو صعب في بيروت، أتبعته بمعارض أخرى في غاليري تروا فوي دور، بيروت (١٩٦٥) وغاليري مانوك، بيروت (١٩٦٨) وفي الكسليك، لبنان (١٩٧٠) وغاليري كونتاكت للفن، بيروت (١٩٧٢ و١٩٧٤ و١٩٧٥) وغاليري بوليڤار في كنغستون، جامايكا (١٩٧٥)، كما شاركت في بيناليات الأسكندرية وساو پاولو.

شفيق عبّود (١٩٢٦ بكفيا، لبنان - ٢٠٠٤ باريس، فرنسا) رسام لبناني. درس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وغادر إلى باريس في العام ١٩٤٧. وعلى الرغم من أنه قد أمضى القسم الأكبر من حياته في فرنسا، إلا أنه يعد من أكثر الفنانين اللبنانيين في القرن العشرين تأثيراً. قادته معرفته بجان متسينغر وأوتون فريش وفرنان ليغير وأندريه لوته للتحول من تقاليد الرسم اللبناني المعنيّ بالتصوير والمناظر الطبيعية، إلى نزعة تجريبية شخصية. إلى جانب الرسم، برز اهتمام عبّود بوسائط أخرى شأن الخزف والفخار والسجاد والليثوغرافيا. شارك في معرض «سجّل: قرن من الفن الحديث» الذي افتتح المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة. في العام ٢٠١١ قدّم معهد العالم العربي في باريس معرضاً استعادياً يضم أعماله. عُرضت أعماله في معرض شامل أقامه كل من كلود ليمون ونادين بكداش وصالح بركات في أيار ٢٠١٢ في مركز بيروت للمعارض. 

عارف الريّس (١٩٢٨ عاليه، جبل لبنان - ٢٠٠٥، لبنان) فنان عصامي استعان بعدد كبير من الوسائط. أقام معرضه الأول في العام ١٩٤٨ وأمضى سنوات طوال يتنقّل في أرجاء أفريقيا قبل أن يستقر به الحال في باريس، حيث تلقى تعليمه في أكاديمية الغراند شوميار. أمضى أيضاً سنوات في فلورنسا وڤنزويلا، وقضى سنوات الحرب الأهلية في الجزائر والسعودية. كان الريّس أستاذاً قديراً للفن، إذ قام بالتدريس لسنوات طويلة في الجامعة اللبنانية، كما عُيّن رئيس جمعية الرسّامين والنحّاتين اللبنانيين. أقام معارض دولية في غاليري پوليناني، روما وغاليري نوميرو، فلورنسا وغاليري داركي، نيويورك وغاليري إكسلسيور، المكسيك ومتحف رودان، باريس ومعرضاً استعادياً لأعمال مرحلة ١٩٥٧-١٩٦٨ في المتحف الوطني، دمشق وغاليري أورنينا، دمشق وغاليري راسم، الجزائر. 

دوروثي سلهب كاظمي (م. ١٩٤٢ رومية، لبنان) درست الأدب الإنجليزي في الجامعة الأميركية في بيروت. التحقت بمعهد الفنون والحرف في كوبنهاغن، حيث درست على فنان الخزف الأوروبي الأشهر غوته إريكسون. قامت بتعليم الخزف في غلاسغو في الفترة من ١٩٦٨ وحتى ١٩٧٠، ثم في الجامعة اللبنانية الأميركية في الفترة من ١٩٧١ وحتى ١٩٨٢، كما أسهمت كخبيرة في الخزف في أعمال التنقيب الفرنسية السورية بمنطقة الميادين في سوريا. أقامت معارض فردية في كل من غلاسغو وبيروت وكوبنهاغن ودمشق وفرنسا. تعدّ سلهب كاظمي من رواد فن الخزف الحديث في لبنان، إذ تمزج في أعمالها المرهفة بين عناصر شرقية وأخرى يابانية وغربية على نحو شخصي مدهش، يجمع بين التراث والحداثة. تكشف منحوتاتها - التي تبدو تجريدية وإن كانت لا تخلو من الشهوانية - عن إدراك فائق لثنائية سرمدية، تجمع ما بين الطبيعة والجسد البشري. 

إيتل عدنان (م. ١٩٢٥ بيروت، لبنان) تنحدر من أصول يونانية وسورية. بعد أن أنهت دراساتها في باريس ونيويورك وباركلي، انتقلت عدنان للعيش في كاليفورنيا، حيث قامت بتدريس الفلسفة في كلية سان رفائيل الدومينيكية (١٩٥٨-١٩٧٢)، ثم في بيروت حيث حيث حررت القسم الثقافي في جريدة الصفا، قبل أن تستقر في باريس. نشرت عدداً من المجموعات الشعرية ورواية واحدة وعدداً من القصص القصيرة والمسرحيات والمقالات، لذا تعد واحدة من أبرز الكاتبات المعاصرات في العالم العربي. عرضت أعمالها في محافل دولية مرموقة أبرزها دوكومنتا ١٣ (٢٠١٢)، كما عرضت أعمالها مؤسسات دولية شأن پونتا ديلّا دوغانا (٢٠١٩) ومتحف إيڤ سان لوران بمراكش (٢٠١٨) ومركز پول كلي ببيرن (٢٠١٨) ومتحف ماساشوستس للفن المعاصر (٢٠١٨) ومعهد العالم العربي بباريس (٢٠١٧) وغاليري سرپنتاين بلندن (٢٠١٧) والمتحف الأيرلندي للفن الحديث بدُبلن (٢٠١٥) ومتحف الحداثة بسالزبورغ (٢٠١٤). 

سيمون فتّال (م. ١٩٤٢ دمشق، سوريا) نشأت في لبنان حيث درست التصوير الفوتوغرافي في معهد الآداب ببيروت. انتقلت للعيش في باريس حيث استكملت دراسة الفلسفة في السوربون. عادت إلى بيروت في العام ١٩٦٩ وبدأت مسيرتها الفنيّة، حيث عرضت لوحاتها محليّاً حتى اندلاع الحرب الأهلية. غادرت لبنان في العام ١٩٨٠ إلى كاليفورنيا، حيث أسست دار نشر پوست-أبولّو التي تخصّصت في نشر الأعمال أدبية المجدّدة والتجريبية. التحقت في العام ١٩٨٨ بإحدى دورات معهد الفن في سان فرانسيسكو، الأمر الذي شجّعها على العودة إلى ممارستها الفنية، إذ أنتجت أعمالاً نحتية وخزفية لأول مرة. تعيش فتّال راهناً في باريس. من معارضها الأخيرة نذكر «أعمال وأيام» في متحف الفن الحديث، نيويورك (٢٠١٩) و«المكان ممهور» في پونتا ديلّا دوغانا، البندقية (مستمر حتى كانون الأول ٢٠١٩) و«حديقة الذاكرة» في متحف إيف سان لوران، مراكش (٢٠١٨) و«الإنسان الذي سوف يفرخ إنساناً آخراً» في متحف روشيشوار للفن المعاصر، فرنسا (٢٠١٧) و«سيمون فتّال» في مؤسسة الشارقة للفنون (٢٠١٦). 

سلوى روضة شقير (١٩١٦ بيروت، لبنان - ٢٠١٧ بيروت، لبنان) تلقت تعليمها في الجامعة الأميركية ببيروت. انتقلت في العام ١٩٤٨ للعيش في باريس حيث درست في معهد الفنون الجميلة قبل أن تعود إلى لبنان في مطلع الخمسينيات. تعكس التشكيلات المتواشجة في لوحاتها ومنحوتاتها اهتماماً بالعمارة واللغة العربية، وبالخيمياء والفيزياء الكمّية، وتطرح استنطاقات عديدة للمنظور والمقياس. شأنها شأن معاصريها ليجيا كلارك وإيسامو نوغوشي، تأثرت سلوى روضة شقير كثيراً بالطبيعة في تنظيمها المنطقي وتوازنها المختل، فأبدعت أعمالاً تكرّر أصداء الحركة والحسّية. أقيم لها معرض استعادي في مركز بيروت للمعارض في العام ٢٠١١، تقديراً لمسيرة فنّية امتدت على مدار نصف قرن من الزمان، إلى جانب معرض فردي في تيت مودرن، لندن في العام ٢٠١٣. من المعارض البارزة الأخرى التي أقامتها نذكر «ما بعد الحرب: الفن ما بين المحيط الهادي والأطلسي، ١٩٤٥-١٩٦٥» في بيت الفن، ميونخ (٢٠١٦) وبينالي الشارقة ١٢ (٢٠١٥) و«مورغنروته وأورورا بورياليس والمشرق: في داخل الضفيرة الشمسية» في كونستهاله بيرن (٢٠١٥). تلقت العديد من التقديرات والجوائز، من لبنان وخارجه، منها شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت في العام ٢٠١٤.

أوغيت كالان (م. ١٩٣١ بيروت، لبنان) معروفة بممارسة فنيّة عابرة لحدود الفن والتصميم والأزياء، تتناول جسد الأنثى وسياسات الجمال والأنوثة. تلقّت كالان أول دروس الرسم في عمر السادسة عشرة على يد فرناندو مانيتّي، وهو فنان إيطالي كان يعيش في لبنان، قبل أن تلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت حيث درست الفنون الجميلة. انتقلت في العام ١٩٧٠ للعيش في باريس، حيث اشتغلت مع عدد من الفنانين المعاصرين، قبل أن تنتقل في العام ١٩٨٧ للعيش في كاليفورنيا، حيث أنشأت محترفها الخاص. تقاعدت في العام ٢٠١٣ وعادت إلى لبنان. عُرضت أعمال كالان مؤخراً في كل من تيت سانت إيڤ، كورنوال، المملكة المتحدة (٢٠١٩) ومعهد الفن العربي والإسلامي، نيويورك (٢٠١٨) وبينالي البندقية ٥٧ (٢٠١٧) ومتحف هامر، لوس أنجلوس (٢٠١٦) وپروسپكت ٣، بينالي نيو أورلينز (٢٠١٤) ومركز جورج پومپيدو، باريس (٢٠١٣) ومعهد العالم العربي، باريس (٢٠١٢) ومتحف كارنغي للفن، أوكسنارد، الولايات المتحدة (٢٠١٢) ومركز بيروت للمعارض (٢٠١٢) والمتحف الوطني للنساء في الفن، واشنطن العاصمة (٢٠١٠) ومتحف سرسق، بيروت (٢٠٠٦).