السبت،26 تشرين الأول 2019 -  12:00 الظهر - مسرح مونو

في لحظات الأزمة قد نلجأ إلى التنقيب عن صور المستقبل وسط الركام، بحثاً عن بصيص أمل. غير أن أي محاولة لبناء ما تهدم لا يمكن أن تكتمل من دون طرح سؤال جدي حول كيفية وراثة الماضي. ماذا تعني إذاً إعادة الإعمار في هذا السياق؟ متى تغدو امتداداً لدائرة العنف ذاتها ومتى تكسرها؟ وإذا افترضنا أن تخيل المستقبل ينطوي بالضرورة على العيش جزئياً في الحاضر واستنطاق الماضي - فماذا يعني تخيّل مستقبل المؤقتيات المستديمة، كاللجوء أو المنفى مثلاً؟ ومتى تتغير نقطة الانطلاق هنا من الحاجة إلى الرغبة؟ 

وإذا كان الأدب هو مجال عمل قوى الخيال، فلماذا يكاد يغيب الاهتمام بالمستقبليات عن الأدب العربي؟ أم هل يكون للخيال في الأدب وظيفة أخرى غير استشراف المستقبل؟ وهل تكمن وظيفة الأدب في كتابة المستقبل، أم في ضمان بقائه مفتوحاً لقراءته؟ أما على صعيد الخيال السياسي فلا تزال أشباح سياسية مثل الناصرية قادرة حتى اليوم على إعادة تدوير نفسها، لاسيما في لحظات الخطر. فهل يمكن استكشاف آفاق نقدية في حالة الميلانكوليا المعاصرة من دون السقوط في فخ اللجوء إلى الناصرية، كمرجعية للحنين أو كسقف للخيال السياسي؟ وهل يمكن لمراجعة بنية الزمن التاريخي في الستينيات أن تساعدنا على إبطال سحر الأيديولوجيات وتحرير الخيال السياسي منها؟