السبت، 19 تشرين الأول 2019 -  11:30 صباحاً - مسرح مونو

إن النزعة المنظورية الحداثية، حسب صيغة عصر النهضة الغربي، تضرب بجذورها في فرضيات نابعة من واقع أحادي (ثمة واقع واحد، وإن تغيّر المنظور). لطالما كانت هذه الواقعية الأحادية في صميم العديد من "الأحاديات" المعيارية: شأن التوحيد والأحادية الجنسانية والزواج الأحادي والسيادة الواحدة والعملة الواحدة والأب الواحد، والتي صاغت، في مجملها، الحداثة الغربية. أدعو من خلال هذه المحاضرة للتخلص من نير هذه الواقعية الأحادية، ولرفع حساسيتنا للواقع، في تعدّديته، كونها من أولى خطوات تأسيس سياسة بديلة في اللحظة الراهنة. إن الوقوف على "عدسية" الواقع لهو نسق من أنساق الانفتاح، فكرياً، على مفهوم هو في الأساس من أي استيعاب للسياسة البديلة: ألا وهو وقوف الشأن السياسي محدداً ومؤطراً للصراعات والنضالات والمجابهات التي تجري داخل تمثّلات الواقع، وفيما بينها أيضاً. 

غسان حاج أستاذ الأنثروبولوجيا ونظريات الاجتماع في جامعة ملبورن بأستراليا. حاضر زائراً في العديد من الجامعات منها الجامعة الأميركية في بيروت ومعهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس وهارڤرد. شغل العام الماضي كرسي الفلسفة الأوروبية في جامعة تولوز، وهذا العام كرسي الدراسات الثقافية في جامعة كايو، طوكيو. تناول مسألة النزعة العرق-قومية من زاوية الدراسات المقارنة في كل من لبنان وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة. من أبرز مؤلفاته في هذا الشأن «أمة بيضاء: تخيّلات». نشرت له مؤلفات عديدة في حقل علمي الاجتماع والأنثروبولوجيا، نذكر منها «السياسة البديلة: الفكر الأنثروبولوجي النقدي والمخيّلة الراديكالية». يتناول في أحدث مؤلفاته «العنصرية: خطر بيئي؟» الأسس الشائعة للأزمتين الاستعمارية والبيئية. حاج معنيّ راهناً بثقافة لبنانيي المهجر العابرة للقوميات، ومن المرتقب لمؤلفه بهذا الشأن الصدور عن إصدارات جامعة شيكاغو في العام المقبل. 

تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.