الأفتتاح: السبت،17 تشرين الأول 2019 - 6:00 مساءً

من 17 تشرين الأول 2019 الى 18 كانون الثاني 2020


القيّمة: نورا رازيان

بمشاركة: إنترپرت ومنى حاطوم ويِنا سوتيلا وكاندس لين ودالا ناصر وتوان أندرو نغويان

يقدّم هذا المعرض ستة من الفنانات/ين في سعي لزعزعة ما هو متأصّل مجتمعياً في مقاربة الجسد البشري والأجساد الأخرى غير البشرية التي تتواجد داخله ومن حوله. تسعى الأشغال المعروضة هنا، ومنها تجهيزات الڤيديو والمنحوتات واللوحات الزيتية والوثائق والصور الجنائية، لمساءلة مركزية الذات البشرية في علاقتها بالفكر الإيكولوجي، على نحو يستكشف اشتباك تاريخ كل ما عدا البشر، المادي والاجتماعي والسياسي، مع تواريخنا. كيف لنا أن نقرأ تاريخنا باعتباره تاريخاً تم صوغه بأيدي "غيرنا" ومعهم: سواء غير البشريين أو من هم فوق البشر؟ ماذا يوضع على المحك متى تناولنا ماهية البشري، لا باعتباره ذاتاً مفردة حرّة، وإنما باعتباره بيئة لا يجوز فصلها عن الموجودات غير البشرية؟ 

جولة في المعرض مع القيّمة نورا رازيان: الجمعة، 18 تشرين الاول، 5:00 بعد الظهر و الاثنين، 21 تشرين الأول، 12:00 الظهر.

محاضرة | الحصانة في عالم مُحتَرّ - نبيل أحمد (إنترپرت): الجمعة، 18 تشرين الأول  - 6:00 مساءً 

العِرق والغابة - إنترپرت (نبيل أحمد)، 2019، تجهيز متعدد الوسائط (نصوص ووثائق صوتية)


تعد القضية رقم 1307/7150 أمام مفوضية الأمم المتحدة لجرائم الحرب واحدة من أولى سوابق الادعاء فيما يخص جريمة حرب قائمة على تدمير البيئة. قُدّم الادعاء بهذه القضية في العام 1947 من قبل بولونيا ضد أحد عشر ألمانياً، بتهمة تدمير الغابات البولونية. يعد العمل «العِرق والغابة» بمثابة دراسة بحثية متعددة الأوجه، ومشروع تمثيل بصري يقتفي آثار تاريخ غابات رجوتشوفسكي الحديث، والتي تم استخدامها مختبراً للقتل إبان فترة الاحتلال النازي لبولونيا. هكذا تغدو الغابة بمثابة أرشيف حي يشهد على جرائم الحرب، وذلك من خلال الاستعانة بالبحوث الأرشيفية، إلى جانب التصوير الحديث والتحليل المكاني، بغية دراسة التحولات التي طرأت على نمو الغابة واستغلالها، على نحو يكشف النقاب عن العنصرية البيئية المدفوعة بالأيديولوجيا وسياسات الرايخ الثالث المناخية. في الوقت نفسه، يلفت التجهيز الانتباه للعنف الكامن في عملية التصنيف التي يجري بموجبها نزع الآدمية عن الآخر إلى درجة استهلاكه، وذلك خارج إطار منظومة العدالة. 

جسم غريب - منى حاطوم، 1994، هيكل اسطواني وعرض ڤيديو وصوت، 30 د

خرج العمل «جسم غريب» عن سلسلة من العروض التي قدمتها منى حاطوم في مطلع الثمانينيات، والتي تناولت فيها مسألة المراقبة. سُبر جسم الفنانة وتم استكشافه من قبل عدد من التقنيات الطبية المتخصصة، شأن المنظار وتخطيط الصدى. تفكّك هذه الكاميرا - هذه العين العلمية - جسد الأنثى وتقتحم حدوده، ترسم معالم سطحه الداخلي والخارجي إلى أن فتغرّبه وتستغلقه على نحو يمنع القبض عليه. يعد هذا العمل أيضاً نقداً نسوياً للرؤية الآلية ولنشر نفوذ الطب على الجسد. في هذا المعرض، يتّصل هذا العمل بتيارات النقد النسوي والنقد الإيكو-نسوي، ويفتح آفاق النضال ضد السلطة الأبوية إلى أشكال من الحياة غير البشرية.

جميع الحقوق محفوظة، منى حاطوم، بإذن من الفنانة

جبل الملح - كاندس لين، ٢٠١٩، صوت ولوحات زيتية وملح بحر لبناني وماء بحر وإناء وسطح ساخن وشريط ڤيديو

أنجز هذا التجهيز بتكليف من المعرض في سياق «أشغال داخلية 8»، ويتشكّل من عدة مكوّنات تعيد سرد حوادث تتعلّق بتلويث المناطق الطبيعية في كل من كاليفورنيا ولبنان. ثمة ست لوحات زيتية، رُسمت في المواقع التي تظهر فيها والتي شهدت رمي المخلفات الكيماوية أو طمرها، بأخضاب تحتوي على الرصاص والزنجفر (كبريتيد الزئبق) والكرونيوم والكادميوم والكوبالت. وكلها أخضاب محظورة، نظراً لارتفاع معدّلات السمّية فيها. تذكّرنا اللوحات بالمناظر الطبيعية التي رسمتها إيتل عدنان، ولا سيما لوحاتها التي يظهر فيها جبل تمالپايز الذي يضم قاعدة عسكرية وثكنات ومواقع تدريب. يغلي ماء من بحر بيروت وطرابلس على مهل، إلى أن تترسّب في القعر بلّورات من الملح، تسكب فوق كومة من الملح البلدي. يحاكي منظر الملح جبلاً يعلو على مهل، في إشارة إلى تقاليد الـ«بونكي» اليابانية، حين تصنع مشاهد طبيعية مصغّرة فوق صينية أو جرن من مواد طبيعية وأخرى مصنّعة، شأن الرمل والحصى وقطع الخشب. يضفي الڤيديو المعروض على جبل الملح صبغة شبحية، تشير إلى ماضي السموم ومستقبلها. أما النص المتلو والمسجّل صوتياً فينسج قصصاً تجمع بين الحقيقة والخيال، قصص شياطين وخمائر وقطط وطفيليات، تدفعنا لتأمل وجودنا في اشتباكه ومسامّيته.

بتكليف من المعرض في سياق «أشغال داخلية ٨»

لعقة معدنية، دالا ناصر، 2019، ملح ورماد وقماش ملقى وماء من مواقع تخزين المياه حول بيروت وأخضاب من شجيرات تنمو في مواقع الخزانات، مقاسات متعددة

تعد أشغال دالا ناصر بمثابة تجارب مادية مبنية على الصيرورة، تنطلق من ممارسة الرسم. يستكشف هذا العمل المنجز بتكليف من المعرض في سياق «أشغال داخلية 8» شبكة مياه بيروت، ويقتفي آثار شبكة الفساد والنظام الطائفي فيها. صُبغت معلقاتها الكبيرة الحجم باستخدام زهور ونباتات ومواد أخرى جمعتها من مواقع جمع المياه وتخزينها، حيث تعرّضت للتكوين المعدني الخاص بكل من تلك الخزانات. وهكذا، تشترك كل من هذه المكونات النشطة بيولوجياً مع بعضها البعض في تكوين ترسّبات وأطياف لونية تتغير بمرور الزمن. 

بتكليف من المعرض في سياق «أشغال داخلية ٨»

سوف تشفي معتقداتي البالية رغباتك الدنيئة، توان أندرو نغويان، 2017، تجهيز ڤيديو من قناتين 18 د. 51 ث. ملوّن وصوت محيطي 5.1

يتحدث هذا التجهيز مزدوج القناة بلسان روح آخر حيوانات وحيد القرن الجاوي، بعد انقراضه، فيقوم بتشريح العلاقة التي تصل ما بين الأساطير الڤيتنامية وتعقيد الوضع السياسي في البلاد والمنظومة البيئية الحيوانية الفريدة فيها. لقد أسفرت تلك المنظومة المعقّدة من المعتقدات الڤيتنامية والمؤمنة بالقدرة العلاجية  السحرية لعدد من الحيوانات إلى الأزمة الراهنة والتي تهدد حيوان وحيد القرن وغيره من الفصائل بالإنقراض، كما تغذي تجارة الحيوانات المهدّدة المحظورة.  

كيان متعايش، يِنا سوتيلا، 2018، ڤيديو أحادي القناة 10 د. 27 ث. وورق حائط وضوء أسود وستار

يتناول «كيان متعايش» فكرة الإدراك الجسدي على مستوى الكوكب، في لقطة مقرّبة تنطلق من الفضاء الخارجي وصولاً إلى داخل الأحشاء. يوثّق الڤيديو لطقوس «حماية الكوكب» في وكالة الفضاء الأوروبية، وفي الوقت نفسه يستكشف البكتريا المتأقلمة مع الظروف القاسية، والتي تعيش في الطعام المتخمّر، والأخذ بالاعتبار دورها المحتمل في نقل الحياة ما بين المجرّات، وخاصة البكتريا العصويّة الرقيقة، التي تُستخدم في تخمير أكلة «ناتو» اليابانية، والتي تلعب دور البطولة. 

نورا رازيان مديرة المعارض في مركز جميل للفنون، دبي، حيث أقامت معارض فردية لكل من منيرة الصلح وفرح القاسمي وشيهارو شيوتا، إلى جانب إشرافها على برنامج إطلاق المركز في العام ٢٠١٨ والذي تضمن معارض وإصدارات. شغلت في السابق منصب مديرة البرامج والمعارض في متحف سرسق، بيروت، وقيّمة البرامج العامة في تيت، لندن. حصلت على شهادة الماجستير في الأنثروبولوجيا والسياسات الثقافية من كلية غولدسميثز، لندن، حيث قامت أيضاً بتصميم وتدريس دورة الماجستير «علم أصول التعليم النقدي في الفضاء المتنازع عليه» في مركز الفنون والتعلم. أقامت العديد من المعارض الفردية والجماعية، منها «طرف شبحي» (٢٠١٩) في مركز جميل للفنون، دبي و«دعونا نتحدث عن الطقس: الفن والايكولوجيا في زمن الأزمة» (٢٠١٦-٢٠١٨) في متحف سرسق، بيروت، ومتحف غوانغ دوتغ تايمز، غوانغتسو، «مها مأمون: قانون الوجود» (٢٠١٧) و«هرير سركسيان: الحنين إلى المنزل» (٢٠١٧) و«علي شري: تصنيف الأضاليل» (٢٠١٦) و«أدليتا حسني باي: موجة» (٢٠١٦). قامت بتكليف أعمال جديدة لكل من كلير پنتاكوست وماركو پلجان وأحمد أوغوت وأدريان لحّود وجوانا حاجي توما وخليل جريج ومنيرة القديري. ساهمت في تحرير «عناصر من أجل عالم» (متحف سرسق، بيروت) وهي سلسلة من ٥ إصدارات تضم استكتابات ومساهمات بصرية تتناول أزمة المناخ الراهنة من زوايا علمية وسياسية وتخمينية، و«دليل مواطن المستقبل» (تايت، لندن) وهي سلسلة من الإسهامات التي قام بها فنانون وقيّمون، تستقرئ مفهوم المواطنة المتغير.

إنترپرت هو مشروع بحثي حرّ أنشأه نبيل أحمد، معنيّ بالتحقيق في جرائم ارتكبت في حق البيئة مستعيناً بمنهج بحثي عابر للمجالات وبمنهجيات العمارة وبالتحليل المكاني. تسعى أشغال المشروع للدفاع عن البيئة من منطلق مكاني، وذلك من خلال منظومة العدالة الجنائية الدولية، بما في ذلك تجريم تخريب البيئة تحت القانون الدولي. يعد «العرق والغابة» جزءاً من مشروع بحثي أوسع يتناول فيه إنترپرت أصل مفهوم تخريب البيئة. ويتناول راهناً منطقة المحيط الهادي بالبحث، حيث يجري تحقيقات حول حالات تخريب البيئة والمناخ. 

منى حاطوم (م. ١٩٥٢، تعيش وتعمل في برلين) فنانة تشتغل في عروض الأداء والڤيديو والتجهيز، وهي معنيّة بالتعبير عن تأثير أشكال السلطة على الأجساد والأمكنة، وبتأمّل احتلال فلسطين المستمر وظروف النزوح والتهجير. تقوم أعمالها في مجملها بتحويل الأغراض اليومية، شأن الأثاث المنزلي، إلى أشكال غريبة ومُهدّدة، على نحو يمسّ الشعور السائد بالعنف في الحياة اليومية. 

يِنا سوتيلا (م. ١٩٨٣، تعيش وتعمل في برلين) فنانة تشتغل في الڤيديو والتجهيز والكتابة والعروض الصوتية، لتعيين لحظات مجتمعية ومادية ملتبسة والتجاوب معها، ولا سيما فيما يتّصل بالتكنولوجيا. تجري مؤخراً أبحاثاً حول فيزاروم بوليسي فالوم، وهي طحالب لزجة أحادية الخلية عديدة الرؤوس تتمتع بالقدرة على إجراء حسابات مكانية معقّدة، الأمر الذي يتيح دراسة فكرة "الإدراك الجسدي". عُرضت أعمال سوتيلا في متحف الفن المعاصر، تورنتو ومتحف غوغنهايم، بيلباو ومتحف الفن المعاصر، طوكيو وغاليري سرپنتاين وغيرها. تشغل راهنا منصب الفنان الزائر في مركز الفن والعلوم والتكنولوجيا التابع لمعهد ماساتشوستس التقني (٢٠١٩-٢٠٢٠).

كاندس لين (م. ١٩٧٩، تعيش وتعمل في لوس أنجلوس) فنانة تستعين بالعديد من الوسائط كي تنتج تجهيزات مركّبة لا تخلو في العادة من مواد عضوية. تستند في أشغالها إلى البحوث، وتتميّز بعبورها للحقول ومرجعياتها التاريخية في تسديدها للضوء على تواريخ العالم، ولا سيما تاريخ الاستعمار، في علاقتها بالأجسام والمواد. أقامت مؤخراً معارض فردية في پورتيكوس، فرانكفورت وباتون صالون، باريس وغازووركس، لندن، إلى جانب معارض جماعية في متحف هامر، لوس أنجلوس (٢٠١٨) ومتحف مودرنا، ستوكهولم (٢٠١٧) والمتحف الجديد، نيويورك (٢٠١٧) ومركز النحت، لونغ آيلاند سيتي (٢٠١٧) وغيرها. شاركت أيضاً في معرض بينالي متحف هامر «صنع في الولايات المتحدة» (٢٠١٨). تشغل راهنا منصب الأستاذ المساعد في قسم الفنون بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس. 

توان أندرو نغويان (م. ١٩٧٦، يعيش ويعمل في سايغون، ڤيتنام) يشتغل في الأفلام والنحت، وهو أحد مؤسسي «مجموعة پروپِلار». يستقرئ في أعماله في مجملها إرث العنف الاستعماري في ڤيتنام وتبعاته دولياً، إلى جانب استراتيجيات المقاومة السياسية التي تتخذ شكل الطقوس أو الماورائية أو تأثير الإعلام على لحظات المقاومة. شارك مؤخراً في معارض منها بينالي الشارقة ١٤ (٢٠١٩) ومتحف الفن المعاصر، شيكاغو (٢٠١٦) وبينالي البندقية ٥٦ (٢٠١٥) وترينالي آسيا والمحيط الهادي السابع للفن المعاصر (٢٠١٢). ضُمت أعماله إلى مجموعات مقتنيات شأن غاليري كوينزلاند للفن وكاريه دار ومتحف الفن الحديث ومتحف سولومون ر. غوغنهايم بنيويورك.