الأحد، 20 تشرين الأول 2019 -  6:30 مساءً - متحف سرسق

بعض من كبار الصور - قراءة لاسطفان تارنوفسكي


تقتفي هذه القراءة أثر التداول المطرد لمقاطع يوتيوب بعينها التقطت في سوريا. وهكذا، يخطّ الباحث اسطفان تارنوفسكي مسار الشخوص والقوى الفاعلة المتورطة في إنتاج تلك المقاطع وفي تداولها. يصف الباحث ارتباط الظرف التاريخي المتغيّر للحرب السورية، والتحوّلات التي تطرأ على فرضيات تتعلّق بتأثير التقنيات الإعلامية: إنطلاقاً من الخطاب القائل بأنها ترسي دعائم ثورة ديمقراطية تكنولوجية، ووصولاً إلى الخطاب المتّصل القائل بأن وسائل التواصل الاجتماعي تقوّض أي إمكانية للديموقراطية. عوضاً عن التأرجح ما بين التفاؤل بهذه البنى التحتية والتقنيات والتشاؤم منها، يطرح تارنوفسكي كون تلك المقاطع، في إنتاجها وتداولها، ما هي إلا نوع من السلع. وهكذا، خلافاً للنزعة الإعلامية المادية والمنهج العدلي، يطرح الباحث أيضاً أن نستوعب مادية تلك المقاطع، ولا سيما فيما يتعلّق بالعلاقات المجتمعية التي تفتقر دائماً للتكافؤ، المتّصلة بإنتاجها وتداولها. 

اسطفان تارنوفسكي كاتب وباحث ومترجم. مرشح راهناً لإجازة الدكتوراة في قسم الأنثروپولوجيا ومعهد الأدب والمجتمع المقارن بجامعة كولومبيا. يستقرئ في دراساته البنى التحتية والممراسات التكنولوجية في سوريا منذ اندلاع الثورة في 2011. تخرج في جامعة أوكسفورد، قسم دراسات الشرق الأوسط في العام 2010. عمل سابقاً في مركز بيروت للفن (2010-2013) كما شارك في «برنامج فضاء أشغال داخلية» الذي تنظمه أشكال ألوان في العام 2012-2013. اشتغل معاوناً بحثياً لعدد من الفنانين والمخرجين. ترجم مؤخراً مؤلَّف دورك زابونيان «الإصرار على النضال» (2019). 

أنثروبولجيا الطبيعة، أو عوالم من دوننا - قراءة لمكسيم حوراني

نجد حدود غابات جبال لبنان العتيقة وقد نقشت على الحجر، فيما يعرف باسم «لِكس هدريانا». يعدّ ذلك القانون أول التشريعات البيئية في التاريخ، وقد سن بموجبه الامبراطور الروماني هدريان حماية أربعة أنواع من الأشجار. لقد أضفت هذه السابقة التشريعية شخصية قانونية على الأشجار، وإن عجزت عن الإعراب عن منظور بيولوجي يعترف بحقوق الطبيعة خارج إطار منظومة قيمة استخراج الموارد. في هذا المسح التكهني، المتجذّر في إنكار وجود أي طبيعة كونية، يغدو ما تبقى من غابة وادي نهر إبراهيم موضوع سيناريوهات كوكبية، بمقدورنا فيه أن نستوعب العالم من دوننا، عبر استمرارية الغابات وانقطاعها الجيونطولوجي. 

مكسيم حوراني (م. ١٩٨٢، بيروت) فنان ومعماري يشتغل في الوسائط الزمانية. يستقرئ في أعماله الجوانب الشعرية والسياسية لتحولات الأراضي، ويضع يده على مواضع انفعالية يلتقي فيها تاريخ الطبيعة وطبيعة التاريخ. عرضت أعماله في معارض جماعية في تنستا كونستهال (2019) ومتحف مالمو للفن (2017) و«على أبواب الجنة» (2014) وبينالي اسطنبول (2013) ومركز بيروت للفن (2013). أقام في باديشر كونستڤيراين (2018) ومؤسسة دلفينا وورشة النحت الاسكتلندي (2014)، كما شارك في «برنامج فضاء أشغال داخلية» (2013-2014). 

تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.