قلت لنفسي: "أطلب منهم أن يختاروا موقعاً، ثم إجعل منه مكاناً لأصواتهم".

قلت لنفسي: "صوّب الكاميرا نحو الأصوات التي يصدرها كل منهم، واصنع منها صوراً".    

فمن المسموع إلى المرئيّ، تعيَّنَ على الصّوت أن يجلسَ للحظةٍ في مكانٍ ما.

عندها، تولَّت كاميرتي التّصوير، ورصد الزّلازل، والتقاط الأمواج فوق الصوتية. 





الموسيقى: نزع المنبت عن المسقى



تستقر الصلة لفظياً بين المسقى، من جهة، والموسيقى، من جهة أخرى، لكن، هذه الصلة تتكشف عن كونها لا تؤدي إلى تطابق طرفيها بفعل مقارنتهما أو مقاربتهما، بل أنها، وعلى العكس، تفيد بكون واحد منهما يأتي قبل ثانيه، الذي، وحين يلحقه، يحول دونه، أو بالأحرى يكون بمثابة ختامه. 





توثيق الموسيقى



توقفت العصى لدى الرجل الأعمى عن كونها أداةً بالنسبة له، وتوقف إدراكه لها كشيءٍ في حدِّ ذاته؛ أصبح مغزاها أن تكون توسعةً لمجالِه الفعَّال للمس، وتجربة موازية للإبصار. عند استخدامه لها، لا يدرك الرجل الأعمى العصى كوسيط بينه وبين العالم: هو يدرك وجود العصى عبر مواقع الأشياء أكثر مما يدرك مواقع الأشياء عبر العصى. تصبح هذه العصى امتدادًا لجسده، ملحقًا بديلًا يستخدمه لخوض العالم.



توقفت الآلة لدى العازف عن كونها أداةً بالنسبة له، وتوقف عن إدراكه لها كشيءٍ في حدِّ ذاته؛ أصبح مغزاها أن تكون توسعةً للمجال الفعَّال لإدراكه العالم، وحاسًّةً موازية. عند استخدامه لها، لا يدرك العازف آلته كوسيط بينه وبين العالم: هو يدرك وجود الآلة عبر الموسيقى أكثر مما يدرك الموسيقى عبر الآلة. تصبح هذه الآلة امتدادًا لجسده، ملحقًا جديدًا يستخدمه لخوض العالم.



---



«موطن صوتي» هي إصدار يتعرّض لتلك الصلة ما بين الصوت والأرض والصورة، من خلال مجموعة من الصور الشخصية لموسيقيين وموسيقيات من المشهد الموسيقي البديل في بيروت والقاهرة، ملحق بها مقالان وقصيدة. 



يقوم زياد نوفل باختيار مجموعة من الأعمال لموسيقيين/ ات مدرجين/ ات في المشروع، بمناسبة إطلاق الإصدار في بيروت. 



ريمون جميّل يتلذّذ بنقع جسده في المياه المشرّبة بالكلورين وفي البحار المسمّمة. شارك في «برنامج فضاء أشغال داخلية» (٢٠١٤-٢٠١٥). 



أنتج «موطن صوتي» بمنحة الفنون البصرية للصندوق العربي للثقافة والفنون للفنون (٢٠١٧).