الخميس،17 تشرين الأول 2019 - 10:00 مساءً - بولروم بليتز

«خنّار» هي كلمة تعبّر بصدق عن التنوع الثقافي واللغوي في تونس. تستحضر هذه الكلمة الجانب المعتم والمخزي والمربك للأمور، كل ما نسعى لستره، والذي تزجّ دينا به تحت أنوفنا في باكورة إصداراتها. إنه شهادة على نضوج دينا كمواطنة عالمية وكفنانة. إنه عمل يستند إلى نفسه، قوامه إحباطات وقيود، نابع من عقليات رجعيّة ليست حصراً على الشرق أو الغرب، تسعى من دون كلل لأن تكشف عنها النقاب وأن تحطّمها. «خنّار» عرض مدته 45 دقيقة تكسّر فيها دينا قواعد الباص وموسيقى التكنو والموسيقى التجريبية، فتكتب بياناً لجيل يرفض الخضوع أو الإرضاء ويطالب بهويته: وما يترتب على ذلك من خسائر وفوضى. 

انتقلت الموزعة ومنسقة الموسيقى التونسية دينا عبد الواحد إلى فرنسا في عمر السادسة والعشرين، بعد ذيوع صيتها في المشهد التونسي ضمن الجمع الفني «عربستازي». موسيقاها الهجينة التي تقف على هامش الثقافات الفرعية، ولا سيما ما قدّمته في سونار ٢٠٠٧ (واختارته النيويورك تايمز ضمن أفضل ١٠ أعمال) أسهمت في دفع الفنانة في مقتبل عمرها إلى أبرز ساحات ارتياد النوادي، شأن بويلر روم وكونكريت وروم فور ريزيستانس وغيرها. من أعمالها كموزعة موسيقية، قدّمت عرضاً ناجحاً في سياق مهرجان سي تي إم برلين بعنوان «عاشت الأم إنترنت». صدر ألبومها الأول «كلاب» في العام ٢٠١٧، ونال إعجاب النقاد على المنصات الإلكترونية والمدونات. تعاونت في العام نفسه مع فيڤر راي في ألبومهم الثاني. 

تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.


صورة من عمل نضال شامخ.