السبت، 27 تشرين الأول 2019 -  5:00 مساءً - متحف سرسق

بحرٌ يبني - قراءة للينا عطاالله


في العام 1967، ومع اندحار الجيوش العربية في حربها مع إسرائيل، شرعت سفن «منظمة البحر» في الإبحار في المتوسط، بحثاً عن كنوز غارقة. تحوّلت القوة البحرية للمنظمة إلى ما تم وصفه بكيان مهيمن بل وقوة ميليشياوية. أما على السواحل، فقد عُرف هذا العام بالتحوّل الديني الذي شهده العالم العربي، في أعقاب هزيمة العرب وانتصار الإسرائيلي. الأول سعى لسلام بعد مرحلة خداع مريرة، والآخر ممتن لانتصار يفاخر به. سواء في البر أو في البحر، تحرّك عمليات الرهبنة الورعة قوةُ أجساد مادية وفرقة ميتافيزيقية، وفي كليهما فعل التنبيش. تسعى الكاتبة في هذا النص لاستنطاق الحركة والتكشّف والتعمير، عبر الانتقال على خطوط الزمن والماضي والحاضر والمكان والبر والبحر، في سعي للانخراط مع المحسوس والكامن في تلك اللحظات التي يمكن فيها تخيّل مستقبل مشترك. 

لينا عطاالله صحافية مقيمة في القاهرة شاركت في تأسيس الموقع الإخباري المستقل «مدى مصر». شغلت منصب محررة جريدة Egypt Independent المعنية بالشأن السياسي والمجتمع والثقافة في مصر. أقامت سابقاً في دارفور بالسودان، حيث أشرفت على برنامج إخباري إذاعي على إذاعة BBC موجّه للمجتمع المحلّي. شاركت في عدد من المشروعات البحثية الفنية المعنية بثيمات تاريخ  الفكر و(اللا) فضاءات الصحراوية/ البحرية والتقنيات والتعليم البديل. 

إلى أي درجة يعدّ بناء العوالم الكويري والنسوي عملياً؟  - قراءة لغوى صايغ

تعد «العملية» شرطاً من شروط المنظومة التي نعيش في كنفها والتي نسعى لتغييرها. إن ممارسة «العملية» في ظل تلك المنظومات لا تعني سوى تطبيق المعارف التي أتاحتها لنا الأنظمة النيوليبرالية وآليات الدولة، وهي معارف خاضعة لمعاييرها. إن كل ما نقوم به يندرج تحت «بناء العوالم». لكن استهداف المكتسبات الصغيرة، وهو عهد المجتمع المدني في بيروت، لا ينجم عنه إلا ترسيخ قواعد المنظومات التي تسعى لتدمير نظامنا البيئي. وهكذا أمسينا مؤشرات على وعد بتغيير لن يتحقق. إن التسوية تولّد عالماً لا نريد أن نسكنه.   

باعتباري ناشطة نسوية كويرية، انخرطت في مشروعات بناء عوالم مجتمعية كانت تعد بإمكانات مذهلة، وإن لم يكتب لها الاستمرار. كثيراً ما نختبر الصيرورات في المساحات المحسوبة على الكويرية والنسوية والمثالية، على نحو أشد حسماً من في مواقع الذكورية النيوليبرالية. ربما يعود ذلك لاعتبارنا تلك المحلات ملاجئ «آمنة»، في الوقت الذي يلزم أن نعتبرها موضح تحوّل جذري يسائل ذلك الرفض العملي للشعور بعدم الراحة أو عدم الأمان. حين أسست نشرة كحل منذ ست سنوات، كنت أعتقد أن تواريخنا النسوية والكويرية ليست بحاجة إلا إلى موقعاً أرشيفياً، ومنصة تسائل محلّية المعرفة، و«موضوعات» البحث. بيد أن مواقعنا الأرشيفية ليست في منصات مثل كحل، وإنما هي في مقاومتنا ومعارضتنا التي لا تقبل بالتسوية، وفي مخيلاتنا-واقعنا وصنع العوالم اليومي. 

غوى صايغ كاتبة وناشرة ومؤرشفة نسوية كويرية. تشغل راهناً منصب رئيسة تحرير نشرة «كحل» التي أنشأتها، وهي مؤسسة شريكة لمنشورات المعرفة التقاطعية. هي شغوفة بتقاطعات الجنس والجنسانية، الهجرة، الاقتصادات العالميّة، والتواريخ النسوية. 


تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.